مدينة كوتاهيا هي عاصمة محافظة كوتاهيا تقع في غرب تركيا ويبلغ تعداد سكانها حوالي 166,665 نسمة.
و هي مدينةٌ عريقةٌ مَرَّت عبرَ تاريخِها بالعديدِ من مَحطّات الازدهارِ ،فقد كانت مدينةً بيزنطيّةً خلالَ العصورِ الوُسطى، ومع نهايةِ القرن الحادي عشر، وقعت تحتَ احتلالِ السلاجقة الأتراك، أمّا خلال الفترةِ ما بين العامين 1302م-1429م، فقد أصبحت عاصمةً لإمارةِ التركمان الجيرمان، ومن ثمَّ تمَّ ضمُّها للإمبراطوريّةِ العُثمانيّة، أمّا أهمّيتُها كمركزٍ صناعيّ فقد ظهرت خلالَ القرنِ السادس عشر؛ حيثُ برزت فيها صناعةُ الخَزَفِ، وازدهرت، وكانت المدينةُ المصدرَ الذي يُورِّدُ الخزفَ، والبلاطَ؛ لبناءِ المساجدِ، والكنائسِ، وغيرِها من المباني.
وفي منتصفِ القرنِ العشرين تطورت الصناعاتِ فيها، مثلَ: تكريرِ السكّر، وصناعة الفخار، ودباغةِ الجلودِ، وصناعةِ السجّاد، ومُعالجةِ النترات، وصناعةِ أنابيبِ الدخان، أمّا ما جعلَ المدينةَ تزدهرُ صناعيّاً فهو الخزف المُكَوَّن من مزيجٍ من مسحوقِ الزجاجِ، والطينِ، والكوارتز، ويُوجَدُ هذا السيراميك في مُعظمِ الأماكنِ في المدينةِ.
تشتمِلُ مدينةُ كوتاهية على العديدِ من المَعالِم السياحيّة التي تُميّزها، ومنها: متحفُ البلاطِ الواقعِ بالقُربِ من الجامعِ الكبيرِ المعروفِ باسمِ أولو جامي (Ulu Cami)، وهو متحفٌ يُظهرُ ماضي مدينةِ كوتاهية الصناعيّة وفي المتحف أيضاً قبرُ يعقوب بيك (أحدِ آخرِ قادة السلاطين العُثمانيّين)، والذي يعودُ تاريخُه إلى القرنِ الرابع عشر، أمّا جامعُ أولو جامي فهو أحدُ أشهرِ المساجدِ في المدينةِ أيضاً، ويقعُ على الطرفِ الغربيّ من شارعِ الجمهوريّة، والذي يُعرَف باسمِ (cumhuriyet caddesi)، وهو شارعُ المُشاةِ الرئيسيّ، وما يُميّز المسجدَ هو الخطّ العربيّ الأصيل الذي يُزيِّن جُدرانَه بألوانٍ زاهيةٍ، وجذّابة،وهناكَ أيضاً مسجدُ العودةِ الذي يُعرَفُ باسمِ (Dönenler Cami)، حيث بُنِيَ هذا الجامعُ في القرنِ الرابع عشر، علماً بأنّ الجامع أصبح فيما بعد ملتقىً للدراويش، كما أنّه تُؤدَّى فيه العديدُ من المراسمِ الصوفيّة.